منتدى الرياض الإنساني- استكشاف مستقبل الاستجابة وتألق دور المملكة

المؤلف: حمود أبو طالب10.07.2025
منتدى الرياض الإنساني- استكشاف مستقبل الاستجابة وتألق دور المملكة

يُعد منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع، الذي أُقيم على مدار يومين تحت شعار "استكشاف آفاق مستقبل الاستجابة الإنسانية"، علامةً بارزةً في روزنامة فعاليات الرياض الحافلة، حيث استقطب حضوراً لافتاً تجاوز 6 آلاف مشارك، وشهد مشاركة أكثر من 150 منظمة دولية مرموقة، و300 ممثل دولي رفيع المستوى. هذا المنتدى المتميز، الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، احتفل بالتزامن مع انعقاده بمرور عشرة أعوام على تأسيسه بأمرٍ سامٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ليجسد بذلك إحدى أروع الهدايا التي تمنحها المملكة للإنسانية جمعاء.

لقد شكّل المنتدى منصةً مثالية لتقوية أواصر الحوار والتواصل الفعال بين صناع القرار، والجهات المانحة، والعاملين الميدانيين، والباحثين المتخصصين في مجال العمل الإنساني، وتبادل الخبرات والمعارف، واستعراض أفضل الممارسات الكفيلة بتطوير هذا المجال الحيوي. كما أتاح المنتدى فرصةً سانحة لبحث أبرز الفرص والتحديات القائمة، بهدف ابتكار حلول إبداعية ومستدامة وفعالة للاستجابة الإنسانية، ومناقشة الأطر التشريعية المنظمة لهذا العمل النبيل، فضلاً عن تناول جملة من القضايا والمواضيع الملحة التي تكتنف هذا العمل الجماعي متعدد الأطراف، والذي يواجه عقبات جمة في ظل الأحداث المأساوية التي تشهدها العديد من الدول من حروب ونزاعات، مما يجعل مهمة الاستجابة السريعة والوصول في الوقت المناسب محفوفة بالمخاطر والتحديات.

لقد بات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نموذجاً عالمياً رائداً يحتذى به في هذا الميدان الإنساني، وذلك بفضل عمله المؤسسي المتقن وحجم الدعم الهائل الذي يقدمه دون أدنى تمييز أو تحيز. فخلال فترة وجيزة نسبياً، تمكن المركز من تنفيذ 3,355 مشروعاً تنموياً وإغاثياً في 106 دول حول العالم، بتكلفة إجمالية تجاوزت 7.3 مليار دولار أمريكي، إضافةً إلى حملات الإغاثة العاجلة التي يطلقها المركز في العديد من الدول المنكوبة، والتي تجسد أروع صورها في الجسر الإغاثي المتواصل حالياً إلى سوريا الشقيقة. ولا ننسى أيضاً برنامج التطوع التابع للمركز، الذي يُعد الأكبر على مستوى العالم. وتجدر الإشارة إلى أن المركز قد وقّع خلال فعاليات المنتدى اتفاقيات ومبادرات دعم متنوعة وكبيرة، كان أبرزها مبادرة مكافحة شلل الأطفال بمبلغ 500 مليون دولار، لتكون بذلك واحدة من أكبر المبادرات النوعية في سجل العمل الإنساني على الإطلاق.

وإذا ما تطرقنا إلى الحديث عن الدعم الإنساني الشامل الذي قدمته المملكة العربية السعودية على مر السنين، فإننا نستشهد بما ذكره سمو وزير الخارجية الموقر في حفل افتتاح المنتدى، من أن المملكة قد قدمت مساعدات إنسانية سخية تجاوزت قيمتها الإجمالية 133 مليار دولار أمريكي، استفادت منها 172 دولة حول العالم. هذه المساعدات القيمة شملت مختلف الشعوب والأعراق والأجناس، وتتسم بالنزاهة والحيادية التامة، ولا تبتغي من ورائها أي دوافع أو أغراض أخرى، بل تستلهمها من صميم القيم الإنسانية النبيلة؛ ولذلك، ليس من المبالغة في شيء أن توصف المملكة العربية السعودية بأنها مملكة الإنسانية بحق وجدارة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة